[size=29
]عتبر توماس فريدمان، الصحفي الأمريكي الشهير، أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل تقع تحت تأثير "الصدمة والرعب"، بسبب الثورة الشعبية المصرية المندلعة حالياً. ونقل عن لواء في الجيش الإسرائيلي قوله: "حسناً، كل ما فكرنا فيه طوال الثلاثين عاماً المنصرمة لم يعد موجوداً". جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم. وأوضح فريدمان أن معاهدة السلام مع مصر المستقرة تعد هي الأساس (المسكوت عنه) لكل السياسات الجيوبوليتيكية والاقتصادية التي اتبعتها إسرائيل طوال 35 عاماً. معتبراً أن انتهاء المعاهدة يماثل التغيير الذي يحدث عندما يستيقظ الأمريكيون من نومهم فجأة ويجدوا أن كلاً من المكسيك وكندا يعجان بالفوضى في وقت واحد.
وأوضح مارك هيلر المفكر الاستراتيجي بجامعة تل أبيب: "إن كل شيء حافظ على استقرار عالمنا قد تزعزع". وأضاف: "ويحدث هذا في وقت في نفس اللحظة التي يلوح فيها في الأفق تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة نووية".
وعلى الرغم من أنه أقر بأن الوقت الحالي يحمل مخاطر جمة بالنسبة لإسرائيل وأن قلقها أمر مفهوم، إلا أنه أبدى خشيته من تؤدي ردود أفعالها إلى جعل وضعها أكثر خطورة، مشيراً إلى مقولة تتردد بين عدد من كبار المسئولين الإسرائيليين اليوم بأن الأحداث التي تجري في مصر تثبت أن إسرائيل لا يمكنها أن تعقد اتفاقات سلام نهائية مع الفلسطينيين، معتبراً أن هذا القول خطأ وخطير في نفس الوقت.
وفي النهاية ألقى فريدمان باللائمة على مبارك فيما آل إليه وضعه في بلاده، معتبراًً أنه يستحق كل الغضب الذي يتعرض له الآن، لأنه تجاهل التعامل بإيجابية مع قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي في وقت كان يتمتع فيه بإمكانيات كبيرة وقدرة على التفكير الواضح، مكتفياً بالقول للعالم بصفة دائمة: "إنه إما أنا أو الإسلاميين"، واضطر للعمل على الإصلاح بعد فوات الأوان.
[/size]