يوم مع صحابي : عمر بن الخطاب ( موافقة القرآن لرأي عمر )
تميز " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه بقدر كبير من الإيمان والتجريد والشفافية، وعرف بغيرته الشديدة على الاسلام وجرأته في الحق ، كما اتصف بالعقل والحكمة وحسن الرأي ، وقد جاء القرآن الكريم ، موافقاً لرأيه في مواقف عديدة من أبرزها : قوله للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يا رسول الله ، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى : فنزلت الآية ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ البقرة : 125] ، وقوله يا رسول الله ، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر ، فلو أمرتهن أن يحتجبن ، فنزلت آية الحجاب : ( وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ) [الأحزاب : 53].
وقوله لنساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقد اجتمعن عليه في الغيرة : ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ) [ التحريم : 5] فنزلت ذلك.
ولعل نزول الوحي موافقاً لرأي " عمر " في هذه المواقف هو الذي جعل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : "جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه ".
وروي عن ابن عمر : " ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن الخطاب، إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر رضي الله عنه ".