كما أطلق الخبراء اسم «ثورة الياسمين» على ثورة الشعب التونسى، فقد حاولوا إطلاق اسم «ثورة الجمال» على ثورة الشعب المصرى بقيادة شبابه، وذلك إشارة منهم إلى صبر المصريين على الظلم لسنوات عدة قبل أن ينتفضوا ويقولوا كلمتهم التى سجلها التاريخ.. ولكنى أرى أن ثورة مصر هى «ثورة الأمل»، وذلك لأن الشباب الذين خرجوا يوم ٢٥ من يناير، كانوا يحملون الأمل فى التغيير.. الأمل فى كسر حاجز الخوف.. الأمل فى غد أفضل لنا ولهم.. الأمل فى أن يسمعهم العالم..
الأمل فى أن تتحول آمالهم ومطالبهم إلى واقع.. الأمل فى تغيير واقع مصر الذى ظننا جميعاً أنه لن يتغير على الأقل فى الوقت الراهن.. الأمل فى أن تنضم إليهم جموع الشعب وطوائفه المختلفة وهو ما تحقق.. الأمل فى القضاء على الفساد وضربه فى جميع معاقله وهو ما تحقق.. الأمل فى التخلص من الظلم وزبانية السلطة وهو ما تحقق..
الأمل فى القصاص ممن استهانوا بهذا الشعب وبمقدراته وعبثوا بتاريخه وبثرواته واستأثروا بها لأنفسهم ولحاشيتهم وهو ما تحقق.. الأمل فى ضرب رموز الفساد وصنمهم الأعظم أحمد عز، أحد أسوأ رموز الفساد فى هذا العصر وهو ما تحقق.. ولأن هؤلاء الشباب هم الأمل فى غد مشرق، ولأن مستقبل وآمال الشعوب دائماً متعلقة بسواعد شبابها وثقافتهم، ولأن هؤلاء الشباب الذين قالوا كلمتهم عالية ومدوية، وأسمعوا العالم كله وغيّروا واقع هذا الوطن ومقدراته، فإن أقل ما يجب أن نقدمه لهم هو أن نسمى ثورتهم باسمهم «ثورة الأمل».